مباشره السفيه و ذي الغفله لعقد النكاح

السفه لغه هو الخفه والطيش

؛ ومعناه عند اصطلاح الفقهاء

: خفه تعترى الانسان لتحمله على العمل بخلاف موجب الشرع والعقل مع قيام العقل ؛ وقد غلب في عرف الفقهاء على تبذير المال واتلافه على خلاف مقتضى العقل والشرع ؛
وهناك فرق بين السفه والعته ؛ فالمعتوه يشابه المجنون في بعض أقواله وافعاله وذلك بخلاف السفيه ؛

وهو لا ينافى الاهليه ولا شيئا من الاحكام ؛ وهو موجب للحجر عند جمهور الفقهاء ؛
ودليل ذلك من القران

: قال تعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء اموالكم ) سوره النساء ؛ وقوله تعالى : ( فان كان الذى عليه الحق سفيها او ضعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملل وليه ……) سوره البقره الايه 281
والمعنى في هذا صيانه لحقهم

وحفظا لمالهم

و ابعادا للضرر

؛ خلافا لابى حنيفه لم يجز الحجر على السفيه اذا انس رشدا

والرأي المختار

وهو وجوب الحجر على السفيه ؛

اذ معقول الامام وقع في مقابله النص ؛

ثم ان ترك السفيه يمشى يتخبط في ماله على راسه فهو اهدار ادميته والحاقه بالبهائم .
ثم ان اطلاق يده في ماله يؤدى الى تطويقه بغل الفقر ؛ فيكون وبالا على العباد والبلاد ومصدر ازعاج وافساد؛
فلزم الحجر عليه دفعا للضرر العام ؛ ويثبت الحجر ويزول بحكم القاضي عند جمهور الفقهاء ؛ خلافا لمحمد بن الحسن الذى يرى ان سببه ؛ السفه نفسه فيثبت بثبوته وينتفى بنفيه ؛ والمختار هو الأول لان التحقق من وجود السفه او عدمه يحتاج الى اجتهاد ولا يقدر على هذا دون تهمه الى القاضي ؛ وقبل الحجر تسرى عليه احكام الرشيد ؛ وبالتالي يصح نكاحه ويلزم ؛ وبعده تسرى عليه احكام الصبى المميز ؛ فيتوقف زواجه على موافقه وليه عند جمهور الفقهاء ؛ وهو الأرجح لقصور نظر السفيه وكثره تخبطه .

وذو الغفلة

وهو الذى لا يهتدى الى التصرفات بسبب بساطته

؛ وسلامه قلبه ؛ فيؤدى ذلك الى غبنه في المعاملات فيسرى عليه ما سرى على السفيه .

One thought on “مباشره السفيه و ذي الغفله لعقد النكاح”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *